كل المقالات بواسطة حسين البدوي

صحفي مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم درس الإعلام الدولي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأتيحت له الفرصة للتدريب مع فريق "bbc" و فريق "رويترز"، واعتمدته مؤسسة الفقي العالمية للتنمية البشرية كمدرب دولي، ثم عمل مدرباً في منظمات إقليلمة لتأهيل خريجي الإعلام للعمل بمعايير دولية، وشغل عدة مناصب كان آخرها رئيس تحرير جريدة الدستور ومدير المحررين بموقع مصراوي، وحصل على لقب سفير السلام لعام 2015 بجمهورية مصر العربية.

د. عماد عدلي: بالشباب نستطيع مواجهة تغيرات المناخ في القرى والنجوع

تقرير- حسين البدوي
مع تزايد الوعي بمخاطر التغير المناخي ووصول درجات الحرارة في السنوات الأربع الأخيرة إلى معدلات مرتفعة، خرجت من عباءة المنظمات الدولية والمحلية حركات يقودها الشباب من أجل توسيع نطاق العمل المناخي لمواجهة الأثر المهدد للحياة على كوكب الأرض من خلال ما يترتب على التغيرات المناخية من نقص الغذاء وتلوث الهواء وموجات الطقس الحارة التي تضرب غالبية دول العلم.
ويكلف مواجهة التغير المناخي الحكومات مبالغ طائلة، لكن يبقى الهدف الأكبر هو الوصول لاقتصادات نظيفة أكثر قوة ومقاومة خلال السنوات القليلة المقبلة وإيقاف الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة والوصول إلى انعدام الانبعاثات الغازية بخطة علمية مدروسة تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون من أجل تنفيذها، سواء على مستوى الحكومات أو منظمات المجتمع المدني أو الأفراد، وفي كل ذلك يلعب الشباب دوراً مهماً للوصول إلى الهدف المنشود وهو ما يظهر جليا في إسهاماتهم الملموسة خلال السنوات الأخيرة.
ومن جانبه، قال د. عماد عدلي، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، إن فكرة المنتدى نشأت منذ 7 سنوات وهو في الأساس وعاء فكري يجمع الناس للخروج بأفكار يتم طرحها على صانع السياسات لوضعها في اعتباره عند تشكيل رؤيته ووضع خطته.
وأضاف د. عماد عدلي في تصريح خاص أنه منذ العام 2012 استهدف المنتدى تحريك هذا الوعاء الفكري والانتقال لأماكن أخرى ليس فقط الخبراء الموجودين على مستوى الأمناء الخاصين به، ولذلك بذلنا مجهود لفتح قناة اتصال بيننا وبين الجامعات والمدارس في محافظات مصر.
وأشار د. عماد عدلي إلى أن المنتدى في العام 2013 قدم تقريرا عن حالة التنمية المستدامة في مصر وكان حينها 14 شخصا يعملون على التقرير، وبعد القمة الأولى للمناخ في العام 2014 عملنا بالتعاون مع اليونسكو لمحاولة تفعيل الإطار الأخلاقي للتعامل مع مشكلة تغير المناخ وبدأنا بالعمل مع شباب الجامعات وتم اختيار مجموعات منهم لحضور دورات تدريبية، والتركيز باستمرار على تعليم الشباب وأن يكون قادر على التأثير في المجتمع الذي يعيش فيه لصالح الحفاظ على البيئة ومواجهة تغيرات المناخ.
وأوضح د. عماد عدلي أن الهدف الأساسي كان زرع الحس لدى الشباب للعمل لصالح بلدهم وليس لصالح الفكرة فقط للتأثير على المحيط الذي يعيش فيه وبناء القدرات وتحسين مداركه وتشجيعه على إنشاء المبادرات وتمويلها، وبالفعل أصبح لدينا مجموعة كبيرة من المبادرات الشبابية على الأرض في كل محافظات مصر تعمل لإحداث التغيير وليس كمعظم الحركات التي تعمل وتظهر إعلاميا فقط ولا تغير في السلوك أو في الناس.
ولفت د. عماد عدلي إلى أن العمل مقسم باستمرار ومنذ اليوم الأول على 25% للضغط على الحكومات، و75 % لتغيير حياة الناس ومساعدتهم على مواجهة تغير المناخ، وفي مرحلة ما كنا نفكر بالاستعانة بالشباب أن نصل لهدف يرتكز على توقف مشاكل المناخ عند نسبتها وألا تزيد عن المعدلات التي وصل إليها كوكب الأرض.
ويعد المنتدى المصري للتنمية المستدامة، جسرا جديدا يسعى لتحقيق السياسات والأهداف لتحسين الوضع البيئي والاقتصادي والاجتماعي داخل الدولة، ويعمل المنتدى مع كل الفئات وعلى رأسها الشباب، واستهدف 60 قيادة جامعية من ممثلي 10 جامعات مصرية وتوصلوا في نهاية المشروع إلى تكوين لجان وأسر شبابية للتنمية المستدامة داخل جامعاتهم، إيمانا بأن رفع الوعي مع توافر الآليات والتشريعات والرؤى المستدامة هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

الطاقة المتجددة.. تجارة أم صناعة؟!

بقلم- حسين البدوي

يعد الموقع الجغرافي المميز الذي تتمتع به مصر ثروة كبيرة يجب استغلالها؛ حيث تقع مصر في نطاق الحزام الشمسي العالمي ما يمنحها 2900-3200 ساعة من آشعة الشمس سنويا كما يتراوح معدل سطوع الشمس بين 9 -11 ساعة في اليوم.

ورغم أن مصر من أوائل الدول التي اتجهت لاستخدام تكنولوجيا الحرارة الشمسية كطاقة نظيفة بديلة عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز الطبيعي، إلا أنها من الدول المتأخرة في الاعتماد على الطاقة المتجددة من رياح ومياه وشمس، ومازال الوقود الأحفوري يمثل نسبة أكثر من 90% من مصادر الطاقة، وتستمر الحكومة المصرية في التوسع بمشاريع اكتشاف حقول الغاز الطبيعي والبترول وإنشاء محطات جديدة دون الأخذ في الاعتبار أي مخاطر بيئية تهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض.

تنظر الحكومة لملف الطاقة المتجددة كمصدر دخل في إطار ما يعرف باسم “تجارة الطاقة المتجددة”، وليس من منظور الحفاظ على البيئة نظيفة ومواجهة التخوفات التي تهدد الأرض، لذا فإن المشروعات العملاقة التي أعلنت عنها الحكومة أكثر من مرة تخطو بالكاد خطوات السلحفاة ما يزيد من احتمالية توقف المشروعات فعليا.

في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أعلنت الحكومة المصرية إنشاء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وفي العام 2007 تبنى المجلس الأعلى للطاقة خطة تهدف لتغطية 20% من إجمالي احتياجات مصر من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول العام 2027، وطرحت الحكومة العديد من المشاريع للاستثمار ويقدر عدد الشركات العاملة في مجال تصنيع واستيراد وتوزيع وتركيب سخانات المياه الشمسية نحو 20 شركة، وفي العام 2014 أصدرت الحكومة القانون رقم 203 لتحفيز الاستثمار بالنسبة لشركات القطاع الخاص في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

ولكن على الحكومة أن تدرك في هذا التوقيت أن فتح الباب أمام القطاع الخاص ليس هو الهدف الأكبر الذي يجب أن ننظر إليه، فعلى القيادة أن تدرك أهمية العمل على الحفاظ على البيئة والاستغناء عن الوقود الأحفوري والتوجه لضخ تمويل أكبر المشروعات القومية التي تعزز من استخدام الطاقة المتجددة كطاقة نظيفة، والاستفادة من الإمكانيات الطبيعية الهائلة من الطاقة المتجددة، وعدم الاكتفاء بطرح هيئة الطاقة الجديدة المناقصات التنافسية لشركات القطاع الخاص.

ولابد هنا أن نشير إلى قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإصدار القانون الموحد للكهرباء رقم 87 لسنة 2015 ولائحته التنفيذية، والذي يشجع الاستثمار في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة بهدف تحقيق أمن الطاقة، والاستدامة، والحوكمة للشركات والمؤسسات التابعة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة وخلق سوق تنافسي للكهرباء، وكذلك تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.

ومع ذلك يبقى الدور الأكبر على الحكومة في الاتجاه المباشر للتوقف عن دعم مشاريع الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مشاريع الطاقة المتجددة، من خلال خطة للتحول التدريجي من المرحلة الحالية إلى مرحلة ذكية تستخدم التكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات للحفاظ على الأمن الحياتي والعمل على صيانة المستقبل.

ولعل ما تحتاجه بلدان العالم بشكل عام هو التكامل التكنولوجي بين الدول المتقدمة والنامية للترويج لاستخدام تطبيق الطاقة المتجددة في كافة المجالات وكذلك في القطاعات التجارية والسكنية مثل الفنادق والمستشفيات والمنازل، وهنا يجب الإشارة إلى تجارب الدول الرائدة في هذا المجال مثل: ” الصين، واليابان، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والهند، وفرنسا، وأستراليا، وإسبانيا”.

جدير بالذكر أن مصر أنشأت أول محطة للطاقة الشمسية المركزة في العام 1913م ولكن توقف العمل بها تماماً، وتتمتع مصر بمسارات رياح ممتازة، إذ يصل متوسط سرعة الرياح في خليج السويس إلى 10.5متر/ثانية على ارتفاع 50 مترًا، كما تصل إلى 7.5 متر/ثانية على ارتفاع 80 مترًا على ضفتي نهر النيل وفي الصحاري الشرقية والغربية وأجزاء من سيناء، أما بالنسبة للمياه فإن السد العالي -الذي أنشئ في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر- يمر من خلاله نحو 11 ألف متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة وتستغله الحكومة المصرية في توليد الطاقة من خلال 12 توربينة لتوليد الكهرباء، قدرة التوربينة 175 ميجاوات بقدرة إجمالية 2100 ميجاوات.

“حقل ظهر”.. صراع “الغاز” يضع كوكب الأرض على المحك

بقلم- حسين البدوي

دخل حقل “ظهر” المصري للغاز الطبيعي -الذي يقع على بعد 150 كيلو مترا تقريبا من شواطئ مصر- المرحلة الأولى من الإنتاج في فبراير من العام الجاري. وكانت شركة إيني الإيطالية قد أعلنت اكتشاف الحقل في العام 2015، وهو أكبر حقل غاز في البحر المتوسط وتقدر احتياطياته بنحو 850 مليار متر مكعب.

وقالت “شركة إيني” في بيان لها الشهر الماضي إن الطاقة الإنتاجية لحقل ظهر وصلت إلى 1.6 مليار قدم مكعبة يوميا، وإنها من المتوقع أن تصل لملياري قدم مكعبة يوميا بحلول سبتمبر المقبل.

ويدخل هذا الاكتشاف الضخم ضمن صراعات الثروة والنفوذ التي خلقتها حقول الغاز المكتشفة في شرقي البحر المتوسط بين دول المنطقة التي تعيش منذ سنوات توترات سياسية كبيرة، ووفقاً لتقديرات المسوح الجيولوجية الأمريكية، فمنطقة شرقي المتوسط تضم احتياطات استراتيجية ضخمة وصلت إلى ما يقارب 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وبعد رحلة البحث عن المخاطر البيئية لحقل ظهر لم نحصل على دراسة واحدة أجرتها الحكومة المصرية لتقييم الأثر البيئي لمشروع حقل ظهر، كما أنه لم يتم الإعلان تفصيليا عن كل شئ كتأثير هذا المشروع على المياه البحرية والكائنات والهواء نتيجة الانبعاثات الصادرة ونوعيتها وتحديد مسارها.

وفي مقابلة لاستشاري الطاقة والبيئة وتغيير المناخ المصري، ماهر عزيز، تحفظ على التخوفات المُثارة من تنفيذ مشروع حقل ظهر ولكنه أكد أن “الخطورة المحتملة على الكائنات البحرية والمياه لم تقدر بشكل صحيح”.

وأوضح الاستشاري المصري أن وجود أي خطر جسيم على البيئة والصحة قد يزيد من احتمالية توقف المشروع فعليا. وهناك ثلاثة أنظمة بيئية لهذه المشروعات هي “المائي، والبري، والهوائي” وكل منها له اشتراطاته البيئية التي تحافظ على عوامل الأمان المقدرة له.

إن جميع المواد العضوية التي يمكن احتراقها كالزيت والفحم والغاز الطبيعي والفحم والتي بدأت تكونها منذ ملايين السنين وقبل تواجد الديناصورات على الأرض كانت عبارة عن بقايا النباتات والأشجار والحيوانات وغرقت في المستنقعات ودفنت تحت طبقات عديدة من الرواسب، وبعد تعرض هذه الرواسب إلى العديد من الضغط والحرارة تحولت إلى مواد غنية بالكربون، ورغم استخدامها على مدار سنوات عديدة في توليد الطاقة، إلا أن المخاطر والأضرار البيئية الكبيرة التي نتجت عنها أضحت واقعا يهدد استمرار الحياة البشرية والحيوانية والنباتية أيضا على كوكب الأرض دون أي كوارث تؤدي في النهاية إلى توقف الحياة.

الأمر تحول إلى الخطورة غير المحتملة خصوصا بعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل هائل وسلبي غير مسبوق ومشاكل الاحتباس الحراري وفقد أنواع عديدة من الثروة الحيوانية والنباتية وهو ما يهدد حياة أجيالنا مستقبلا.

الأدهى أن الدول وخاصة في منطقة الشرق الأوسط تتسابق وتتصارع تجاه هذه المشروعات لجمع المزيد من الأموال الطائلة التي تنتج من هذه الاكتشافات دون النظر إلى مشكلة المحافظة على التوازن المناخي والبيئي أو مستقبل الحياة على الأرض.

متى يعترف العالم ويدرك مخاطر احتراق الوقود الأحفوري، هل نحتاج لمزيد من الكوارث بعد تلوث الهواء نتيجة احتراق الوقود الأحفوري الذي يخلف كميات كبيرة جداً من الغازات والجسيمات التي تعمل من خلال تراكمها في الغلاف الجوي على إفساد تركيبة الهواء وحدوث خلل في نظامه الأيكولوجي، وما يترتب عليه من المطر الحمضي والبرد الحمضي والضباب الحمضي والتي تسربت جميعها إلى التربه فتسمم الحياة في المحيط الحيوي الذي يشمل الإنسان والحيوان والنبات.

إن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 الذي يتكون عند احتراق الوقود الأحفوري في الهواء، قد ارتفعت في الغلاف الجوي خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك بسبب تلك الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية ومحطات الوقود والمحركات ووسائل النقل، وتمثل نسبة غاز CO2 الملوثة للهواء حوالي 7ر% من كمية الغاز الموجود طبيعياً في الهواء وبسبب تلك الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء فلم تعد وسائل التخلص الطبيعي منه قادرة على مجابهة تلك الزيادة، مما يجعلنا نتوقف الآن وبسرعة أمام هذا التحدي الذي سيهدد دون شك دورة الحياة على الأرض.

ولابد أن نشير إلى أن علماء البيئة الذين حذروا من استمرار احتراق الوقود الأحفوري بهذا الشكل الحالي سيزيد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء لتصل للضعف تقريباً خلال العشر سنوات المقبلة ما يؤدي بالتالي على المدي الطويل لارتفاع حرارة طبقات الغلاف الجوي الملاصقة للأرض بشكل ملحوظ.

وفي حقيقة الأمر إن هذه التحذيرات ليست وليدة اللحظة، ففي تقرير أذاعته أكاديمية العلوم الأمريكية عام 1970م، قالت إنه من المتوقع ارتفاع حرارة الجو بمقدار درجتين أو 3 درجات في منتصف القرن القادم -أي نحو عام 2050- ومن الطبيعي أن ارتفاع الحرارة بهذا الشكل ستؤدي إلى انصهار أجزاء من طبقات الجليد التي تغطي القطبين وكذلك انصهار الجليد المغطي لقمم الجبال في بعض المناطق، مما سيؤدي لارتفاع مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات وإلى إغراق كثير من حواف القارات بما عليها من مدن ومنشآت، بالإضافة لذلك فإن، الشواطئ والدلتا في كثير من دول العالم بما فيها مصر وغيرها سوف تغمر بالمياه كنتيجة لزيادة منسوب مياه البحار، والمحيطات.

يجدر الإشارة إلى أن من أهم الأضرار الناشئة عن الأكاسيد الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري هو ثقب طبقة الأوزون، ونتج عن ثقب تلك الطبقة الكثير من الكوارث سواء بالنسبة للإنسان والحيوان والنباتات؛ فبالنسبة للإنسان يؤدي وصول الآشعة الناتجة عن ثقب طبقة الأوزون إلى انتشار مرض سرطان الجلد، وحدوث تلف في الحمض النووي (D.N.A)، حدوث المياه البيضاء (الكتاركت) في العيون، حدوث أمراض متعددة بالجهاز التنفسي والأزمات الصدرية، النزلات الشعبية، ضعف الجهاز المناعي، وأمراض القلب والسرطان.

ورحل الدكتور أحمد البهلول الذي لا تعرفونه!

بقلم- حسين البدوي:

توقفت كثيراً عند صورة نشرها أحد الطلاب من خريجي إحدى الجامعات المصرية للدكتور أحمد البهلول الذي لا أعرفه مثلكم تماماً، وعلًّق قائلاً: “أقل حاجه ممكن نعملها اننا ندعي لعالم زي ده علم أجيال كتير الرسم الهندسي.. ربنا يكتبه في ميزان حسناتك ويرحمك ويغفرلك يامعلمي الفاضل أ.د.أحمد البهلول”.

بالطبع ليست هي المرة الأولى التي تمر أمامي أخبار وفاة علمائنا الذين يدفنون بين طيات الزمن ولا يأخذون حقهم فيما قدموه لمصرنا، لكن هذه المرة لم يكن أمام قلمي خياراً لمشاركة طلاب الدكتور بلبول -الذي توفي الخميس الماضي 10 ديسمبر- في مواساة بعضهم البعض، فضلاً عن الشغف الذي بداخلي للتعرف على وجه جديد ممن يقدمون الكثير لوضع مصر في مكانة علمية ثابتة.

تألمت مرتين، الأولى لكوني أحد مواطني هذه الدولة التي تتناسى علماءها الأحياء قبل الأموات، والثانية كوني صحفياً لن أستطيع أن أقدم له سوى مقال يتيم، لكن على أي حال فأني أشعر حالياً بالرضى بعض الشئ بعد البحث في تاريخ الدكتور أحمد البهلول الذي لم أجد عنه كلمه واحدة توثقها مواقع الانترنت سوى صفحة “Prof. Ahmed El-Bahloul” على موقع “فيسبوك” التي أنشأها بنفسه لمساعدة طلابه من دارسي كلية الهندسة.

دعونا نعرض ما توصلت إليه من السيرة الذاتية للدكتور أحمد البهلول:
أ.د أحمد مصطفى محمد البهلول

المؤهلات العلمية:
حصل على بكالوريوس الهندسة بتقدير ممتاز في 1971، ثم حصل على الماجستير في 1978، وحصل أيضاً على الدكتوراه في 1981.

الدرجات الوظيفية:
معيد في كلية الهندسة بجامعة المنصورة عام 1971، ثم مدرسا مساعدا عام 1978، ثم مدرساً عام 1982، ثم أستاذ مساعد عام 1988، ثم أستاذ عام 1994، وأخيراً أستاذ متفرغ في عام 2008.

المناصب الإدارية:
مشرف على إعادة تركيب وتشغيل الماكينات المستعمله والمشتراه من مشروع التطوير المستمر والتأهيل للاعتماد بورشة الماكينات بكلية الهندسة
عضو مجلس إدارة مركز الخدمات الفنية والمعملية والعلمية
مديرا لوحدة تكنولوجيا الورش
رئيس مجلس قسم هندسة الانتاج والتصميم الميكانيكي

المؤلفات العلمية:
Machine tools design -part 1
-تصميم آلات الورش – الجزء الأول – الصف الثالث لطلاب الإنتاج
Learn how to find the views without teacher
تعلم إيجاد المساقط بدون معلم للصف الإعدادى
Shaping processes ,casting ,forming and welding
محاضرات فى عمليات التشكيل ( سباكة – تشكيل )
Engineering drawing, explanation- solved examples – exercises
الرسم الهندسى – شرح أمثلة محلولة تمارين – الصف الإعدادى
Mechanical drawing, explanation- solved examples – exercises
الرسم الميكانيكى – شرح أمثلة محلولة تمارين – الصف الأول
Lecture in machine tool design
محاضرات فى تصميم الماكينات

الأبحاث العلمية:
قدم 30 بحثاً علمياً طوال مشواره العلمي على مدار أكثر من 40 عاماً.

في النهاية يبقى لدي دائماً تساؤلاً بلا إجابه.. هل يليق بمصر الدولة أن تنسى علماءها ومفكريها الكبار الذين أفنوا حياتهم في سبيل تعليم أجيال وأجيال، وهل مثل الدكتور أحمد البهلول تُهمل أبحاثه وكتبه ونحن أحوج ما نكون إلى أفكاره وعلمه؟!

يا طلاب مصر.. علينا جميعاً أن نوثق تاريخهم ونخلد أسمائهم ونقدس علمهم ونحافظ على تركتهم، ليس فقط أن ندعي لهم.

للتواصل مع الكاتب: www.facebook.com/hussein.elbadawy.9

مصر تُكرم «فتاة الملوخية».. والإمارات تتبنى مخترعينا!

بقلم – حسين البدوي:

ليس مستغرباً أن تمد دولة الإمارات يدها للمخترع المصري الصغير مصطفى الصاوي -20 عاما- بعد أن أدارت مصر وجهها له.

ومن لا يعرف الصاوي فهو من مواليد محافظة الدقهلية بالوجه البحري في مصري، له العديد من الاختراعات حصل من خلالها على المركز الأول من الأمم المتحدة كأفضل مخترع على مستوى العالم عام 2014.

الاختراع الذي ابتكره الصاوي مؤخرا وأسماه “السد الذكي” يقوم على تحلية مياه البحر وحل مشكلة الطاقة لتوفير بدائل نظيفة، وهو ما عرضه بالفعل على المسؤولين بمصر إلا أنه قوبل بالتجاهل.

قدمت العديد من الدول العربية عروضا للصاوي منها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر، وقبل الصاوي عرض الإمارات ومنحته الجنسية الإماراتية وشارك في مسابقة دولية باسم الإمارات وحصل على جائزة أفضل باحث عربى صغير على مستوى العالم من مركز بحوث لندن.

على رغم الصعوبات التي واجهها، مازال الصاوي يؤكد انتمائه لبلده الأول والأخير مصر، مطالبا كل من يتهمونه بالخيانه أن يكفوا عن ذلك.

الأدهى من ذلك، أن في نفس الوقت الذي تجاهلت مصر المخترع الصاوي، كرَّمت الدولة هبة صالح بجائزة صالون الشباب التشجيعية في دورته الـ26، عن عملها الفني بعنوان “ملوخية خضرا”.

وقامت صالح “بتخريط” الملوخية أمام اللجنة مؤكدة أن هذا العمل يوضح الثقافة المصرية القديمة، وقد وفرت الدولة لها منحة أسبوعين لروما!
المقارنة بين هبة والصاوي لم تكن لتفضيل شخص على الآخر، فلا شك أن كل منهم قد أبدع في مجاله، لكن يبقى تساؤلاً بلا إجابة.. من الذي يحدد اهتمامات الدولة؟ ولمصلحة من نربي العلماء في حوارينا وتحتضنهم الدول في تاريخها وثروتها؟

«مايا خليفة»

بقلم- حسين البدوي:

الفصام الذي أصاب شعوبنا بالبحث عن اسم اللبنانية «مايا خليفة» وما جعلها تتصدر محركات البحث في الوطن العربي خلال العام 2015 ليس له تفسيرا إلا أن مجتمعاتنا للأسف تحبو تجاه كل مايتعلق بالجنس.
وليس مستغربا أن تكون المنافسة لمايا خليفة في محركات البحث هي الراقصة الأرمينية صافيناز، فكلتاهما من نفس الكتاب لكن ربما تختلف الصفحات.
اللافت في الموضوع هو أن ظهور مايا كان في ظل أيام مباركة تتخللها المناسبات الدينية، حيث كان يحتفل المسلمون بالمولد النبي الشريف، بينما يحتفل الأقباط بعيد الميلاد المجيد، إلا أن شغف البحث عن شخص مايا خليفة والوصول لصورها وأفلامها لم يتأثر بالنزعة الدينية.
لم أبدأ بتعريف مايا خليفة في مقالي لأن ربما جميعكم يعرفها، وإلا ما دخلت لقراءة المقال لتشبع الشيزوفرينيا التي أصابتك بهوس مايا خليفة، ولكن هناك معلومات قد تخفي عنك:
-مايا خليفة لبنانية من أب وأم لبنانيين
-من مواليد عام 1993
-تعيش حاليا في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية
-انفصلت عن أسرتها وأصبحت تعيش بمفردها
-انضمت لشركة أفلام إباحية شهيرة منذ عام و3 أشهر
-سبب شهرتها: ظهورها في فيلم جنسي بالحجاب
-صنفتها مجلة بلاي بوي بالنجمة رقم 1 من حيث الشعبية
مايا خليفة على فراش داعش
لم تسلم اللبنانية مايا خليفة من تنظيم الدولة الإسلامي داعش، حيث توعدها التنظيم بالقتل، لكونها أول عربية يبرز اسمها في مثل هذه المواقع الإباحية، وإثارتها لغضب الكثيرين بتباهيها بما تفعله.
تلقت خليفة، تهديدات بالقتل على موقع «تويتر»، حيث تم إعداد صفحة تحمل اسم «اقتل ميا خليفة»، حملت هذه الصفحة رسالة مزعومة من تنظيم «داعش»، مفادها «جئناك بالذبح…سنذبحك انتظرينا».
مايا خليفة ترد على منتقديها
كتبت مايا عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بغريدة قالت فيها: «أليس هناك ما يشغل الشرق الأوسط إلى جانب قصتى، ماذا عن انتخاب رئيس لبناني أو مواجهة داعش».
شغف البحث عن مايا خليفة حولها من فتاة مغمورة فاشلة دراسيا لم يعرفها إلا مرتادو المواقع الإباحية، إلى شخصية شهيرة ذيع صيتها في الوطن العربي كله.
في النهاية يجب أن يعلم جميعنا أن سبب تربع اسم مايا خليفة على قائمة البحث في الوطن العربي، أن مجتمعاتنا متدينة بطبعها!!